رسالة أخيرة إلى المؤتمر

[Mohamed HIMITE]

ما على الإخوة الذين قد يتساءلون: لم كانت هذه الرسالة هي الأخيرة، إلا أن يعودوا قليلا إلى الوراء في هذا الركن، ليكتشفوا عن طريق الرسائل السابقة توالي النكسات التي جرتها علينا المؤتمرات بسبب عبثية بياناتها الختامية المحبطة المخيبة لكل بصيص أمل.هل يعقل ونحن نتلقى الصفعات والإهانات المتتالية ويُلعب بنا ويسخر من دون جميع مكونات هذه المنظومة المهترئة التي لولا نصبنا وتعبنا وتحملنا للفظت أنفاسها منذ زمن، هل يعقل بعد اجتماع (زبدة) المديرين، نخبة متنورة رفيعة المستوى تخرج ببيان أخجل من إيراده هنا؟.وإن اقتضاه حال أوردته لنتدارس هفواته ،بل زلاته
،بل مهازله.تشدق بالكرامة وعيش في الهوان: هذا ما لا أرضاه لنا. وخلال المؤتمر الحالي رغم بصيص الأمل يبدو التقليص من كم وكيف الأشكال النضالية منحى الكثيرين والتوجه نحو الاستقواء بهذه الأكشاك المتهالكة المسترزقة زلة أخرى.كأن لنا قضية مستعصية يلزمها ـ زيطة وزمبليطة ـ والحال أن القائمين على الشأن التجهيلي إما أن ينصاعوا لمطالبنا وإما يتسلمون مؤسساتهم . فلا خير لنا فيها وهي ونحن على هذه الحال.

ها أنتَ مُفترَقَ الطريقِ فلا تَحَرْ +++++ واسلُكْ أشقّهُما تَفُزْ، يا مؤتمَرْ

لوْ بالنّواجذِ عضُّنا فيما مضى ++++ ما دارَ في خلَدٍ بأنا نُحتَقرْ

كنّا أُسودا يومَ كنّا كتلةً ++++ والليثُ تَرْهَبُهُ الذئابُ إذا زأَرْ

الآن ما فاتَ الأوانُ ، وإنْ خبا ++++ صَوتُ المنابرِ، نَحْنُ لَسنا نُحتَضرْ

لا شيْءَ تَخشى فَقْدهُ إلاّ العَنا ++++ طوِّحْ بهِ ، ليسَ العناءُ منَ القدرْ

زَمْجِرْ فَصرْخَتُك الأخيرةُ ، للعُلا ++++ أَوْ فاحتشمْ واقبعْ ذليلاً في الحُفَرْ